قاضي المحكمة الإسبانية العُليا يُقرر حفظ قضية زعيم "البوليسايو" بسبب "غياب الأدلة"
قرر قاضي المحكمة الإسبانية العليا، سانتياغو بيدراز، حفظ قضية زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، بسبب ما أعلن عنه بعدم وجود أدلة كافية تربط بين إبراهيم غالي والجرائم المتهم بها التي تتحدث عن ارتكابه لجرائم ضد حقوق الإنسان ضحيتها مواطنون صحراويون يحملون الجنسية الإسبانية ما بين 1975 و 1990.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فإن القاضي المعني قرر إقفال قضية الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان ضد إبراهيم غالي لضعف الأدلة التي تدين زعيم جبهة "البوليساريو" الإنفصالية، إضافة إلى عدد من المتهمين الأخرين المنتمين للجبهة المذكورة.
وبرر القضية هذا القرار بوجود تناقضات في أقوال الشهود في إثبات تعرضهم للاعتداء والتعذيب من طرف زعيم والبوليساريو وقادة أخرون، إضافة إلى وجود حالة التقادم التي يصعب معها إثبات الوقائع كاملة، مع ضعف الأدلة التي تربط إبراهيم غالي بالجرائم التي تتحدث عنها الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان التي تتبنى ملف عدد من الصحراويين الذين تعرضوا لانتهاكات واعتداءات من طرف الجبهة الانفصالية.
واستنكرت الجمعية المذكورة هذ القرار، خاصة أن جلسة الاستماع إلى الشهود التي أقامها القاضي سانتياغو بيدراز أمس الثلاثاء، حضر فيها أحد الشهود الذي أكد تعرضه للتعذيب في سجون البوليساريو في تندوف، ولازالت آثار التعذيب على جسده إلى اليوم، وأكد حضور إبراهيم غالي في السجون حيث كان يُعطي الأوامر بالتعذيب حسب قول الشاهد أحمد طروزي.
وقالت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن هذا الحفظ للملف لن يدوم طويلا، في إشارة إلى وجود مساعي من أجل إعادة فتح القضية من جديد، خاصة أن هناك شكايتين أخرتين تتهم زعيم البوليساريو إبراهيم غالي بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، إحداها كان قد رفعها ناشط صحراوي يحمل الجنسية الإسبانية العام الماضي يدعى فاضل بريكة.
وكانت أولى الشكايات المرفوعة للقضاء الإسباني بشأن زعيم البوليساريو تعود إلى سنة 2008، وبعدها توالت الشكايات ضده من طرف العديد من الصحراويين المقيمين في إسبانيا، حيث يتهمونه بتعذيب واختطاف وإبادات في حق قبائل صحراوية في جنوب المغرب خلال العقود الماضية.
وكان قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية العليا، سانتياغو بيدراز، قد استمع إلى إبراهيم غالي يونيو الماضي بتقنية الفيديو عن بعد، حيث كان زعيم البوليساريو يرقد في مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو بإسبانيا، حيث كان قد دخل إلى إسبانيا سرا للعلاج من إصابته بفيروس كورونا بعد التنسيق المسبق بين الجزائر وإسبانيا.
وكان دخول إبراهيم غالي قد أثار أزمة ديبلوماسية بين الرباط ومدريد، بعد فضح المخابرات المغربية دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا، حيث اعتبر المغرب أن استقبال إسبانيا للعدو الأول له هو ضرب لعلاقات حسن الجوار، ولازالت تبعات هذه الأزمة مستمرة إلى اليوم، بالرغم من مغادرة إبراهيم غالي للتراب الإسباني.